كتاب صفة الصفوة :
قال ابن الجوزي :
ذكر تعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وحبهم إياه:
عن أنس، قال: لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وقد أطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل: انفرد بإخراجه مسلم5.
__________
1 صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة حديث 7283. باب 2. الاقتداء بسنن الرسول صلى الله عليه وسلم ومسلم في كتاب الفضائل حديث 2283. باب شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم.
2 صحيح: أخرجه أحمد في المسند حديث 14170.
3 صحيح: أخرجه البخاري في متاب الإيمان حديث 13. باب 7. من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ومسلم في كتاب الإيمان حديث 44. باب 17. الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير.
4 صحيح: أخرجه البخاري في كتاب الإيمان والنذور حديث 6632. باب 3. كيف كان يمين النبي صلى الله عليه وسلم.
5 صحيح: أخرجه مسلم في كتاب الفضائل حديث 2325. باب 9. قربه صلى الله عليه وسلم من الناس وتبركهم به وتواضعهم له.
(1/73)
وعنه قال، لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بحجفة له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا، قال: وكان الرجل، يمر معه الجعبة من النبل، فيقول: " انثرها لأبي طلحة". قال ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة: بأبي أنت وأمي لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك. رواه البخاري1.
وفي الصحيحين من حديث أبي جحيفة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج بلال بوضوئه، فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح به ومن لم يصب منه أخذ من بلل يد صاحبه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقام الناس فجعلوا يأخذون يده ويمسحون بها وجوههم، فأخذت يده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب من ريح المسك2.
وعن أنس، قال: لما كان يوم أحد حاص الناس حيصة وقالوا: قتل محمد، حتى كثرت الصوارخ في نواحي المدينة. قال: فخرجت امرأة من الأنصار فاستقبلت بأخيها وأبيها وزوجها وابنها، لا ادري بأيهم استقبلت أولا، فلما مرت على آخرهم قالت: من هذا؟ قالوا: هذا أخوك وأبوك وزوجك وابنك. قالت: فما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون: أمامك، حتى ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بناحية ثوبه ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا أبالي إذا سلمت من عطب.
ذكر عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتهاده:
عن علقمة، قال: سألت عائشة أكان: رسول الله. صلى الله عليه وسلم ي
الكتاب: صفة الصفوة
المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)
المحقق: أحمد بن علي
الناشر: دار الحديث، القاهرة، مصر
الطبعة: 1421هـ/2000م
عدد الأجزاء: 2
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق