أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
قال ابن تيمية:
آية الكرسي تطرد الشياطين
وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسي فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه [ لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك البارحة ؟ فيقول : زعم أنه لا يعود فيقول : كذبك وأنه سيعود فلما كان في المرة الثالثة قال : دعني حتى أعلمك ما ينفعك : إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } إلى آخرها فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال : صدقك وهو كذوب وأخبره أنه شيطان ]
ولهذا إذا قرأها الإنسان عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها مثل من يدخل النار بحال شيطاني أو يحضر سماع المكاء والتصدية فتنزل عليه الشياطين وتتكلم على لسانه كلاما لا يعلم وربما لا يفقه
وربما كاشف بعض الحاضرين بما في قلبه وربما تكلم بألسنة مختلفة كما يتكلم الجني على لسان المصروع والانسان الذي حصل له الحال لا يدري بذلك بمنزلة المصروع الذي يتخبطه الشيطان من المس ولبسه وتكلم على لسانه فإذا أفاق لم يشعر بشيء مما قال
ولهذا قد يضرب المصروع ( ضربا كثيرا حتى قد يقتل مثله الإنسي أو يمرضه لو كان هو المضروب ) وذلك الضرب لا يؤثر في الإنسي ويخبر إذا أفاق أنه لم يشعر بشيء لأن الضرب كان على الجني الذي لبسه
ومن هؤلاء من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما لا يكون في ذلك الموضع ومنهم من يطير به الجني إلى مكة أو بيت المقدس أو غيرهما ومنهم من يحملهم عشية عرفة ثم يعيده من ليلته فلا يحج حجا شرعيا بل يذهب بثيابه ولا يحرم إذا حاذى الميقات ولا يلبي ولا يقف بمزدلفة ولا يطوف بالبيت ولا يسعى بين الصفا والمروة ولا يرمي الجمار بل يقف بعرفة بثيابه ثم يرجع من ليلته وهذا ليس بحج ( مشروع باتفاق المسلمين بل هو كمن يأتي الجمعة ويصلي بغير وضوء وإلى غير القبلة ومن هؤلاء المحمولين من حمل مرة إلى عرفات ورجع فرأى في النوم ملائكة يكتبون الحجاج ) فقال : ألا تكتبوني ؟ فقالوا : لست من الحجاج يعني لم تحج حجا شرعيا
أولياء الرحمن وأولياء الشيطان [ جزء 1 - صفحة 133 ]
فروق بين كرامات الأولياء والأحوال الشيطانية
وبين كرامات الأولياء وبين ما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة : منها أن كرامات الأولياء سببها الاي
الكتاب :-
كتاب اولياء الرحمن واولياء الشيطان
لابن تيمية
عدد الاجزاء : ١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق